الأحد، 9 يونيو 2013

مذكرات مسافر - الحلقة الأولى

مذكرات مسافر  - قصة خيالية شائقة ستعلمك معاني كلمات القرآن

الحلقة الأولى

يحكى عن رجل أَفِلٍ أنه كان في مزرعته ، في بداية وقت العصر،كان ذلك في موسم النخيل.
صعد الرجل أعلى النخلة حتى يخرف الرطب ، كان يحب هذا العمل ، و بينما هو مستمتع في عمله ، و في هدوء المزرعة و هبوب النسيم و مع أصوات الحيوانات الرائعة ، إذا به يسمع صوت أقدام ابنه و هو يركض : أبي .. أبي .. تعال بسرعة .. تعال .. وصل أخي وصل أخي  ، من فرحة الأب بوصول ابنه لم ينتظر حتى يتمهل و ينزل رويدًا رويدًا ؛ فهو لم يرَ ابنه منذ سنين عديدة ، قفز الأب ...
و ما هي إلا ثوانٍ حتى اصطدم بحجر كبير في الأرض ، أخذ رأسه ينزف بشدة ، نادى على ابنه الصغير بصوت ضعيف و متعب جدًا : نادِ أمك و أخاك ..بسرعة يا بني .. أخذ الطفل يركض بخطواته الصغيرة ، فتأخر حتى وصل إلى أمه ليخبرها ، "أمي .. أمي .. أ .. بي .. سقط .. من .. الـ .. ـنخلة ".. بأنفاس متقطعة متعبة من الركض ، لم تنتظر الأم لتعرف مزيدًا من التفاصيل ، بل قالت لابنها : نادِ أخاك الأكبر و دعه يلحق بي .. هيا بسرعة ، قالت ذلك و هي تخرج من البيت في طريقها إلى المزرعة ، لا تعرف ما الذي حل بزوجها ، لم تملك ساعتها إلا الدعاء .
وصلت الزوجة إلى زوجها المصاب ، هالها منظر نهر الدم الذي يجري حوله ، لم تعرف ساعتها ماذا تفعل !
فألهمها الله أن تتصل بالاسعاف ، اتصلت بالإسعاف ، لكن سيارة الإسعاف تأخرت بسبب بعد المكان ، في تلك الأثناء وصل ابنها الأكبر المرهق من السفر ، و الذي تألم لمنظر أبيه هكذا ، أَفَلَتِ الشمس و السيارة لم تصل !
و الأب تضعف نبضات قلبه مع مرور اللحظات !
لحظات عصيبة مرت بها الأسرة ، فالأب مصاب ، و لا يعلمون هل سينجو من هذه و يحيا معهم مرة أخرى ! و الأم و ابنها لم يعد بأيديهما حيلة ! فهم لا يعرفون كيف يسعفون مُصابَهم !
بعد أُفولِ الشمس بدقائق وصلت سيارة الإسعاف ، نزل المسعف من سيارة الإسعاف ، أخذ المسعف يفحصه ؛ حتى يعرف نوع إصابته ، " إنا لله و إنا إليه راجعون ، أَفَلَتْ أيامه ، و آفِلَة هي أيامنا ،لكل أجل كتاب ، أحسن الله عزاءكم و صبركم على ما أصابكم " قالها مواسيًا و معزيًا لهم ...

قال الراوي : سأخبركم الآن عن معنى كلمتي < أَفَلَ و أَفِلٌ > و بعدها سأكمل الأحداث ، فتابعوا حتى النهاية :

جاءت كلمة أَفَلَ في سورة الأنعام :
" فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَىٰ كَوْكَبًا قَالَ هَٰذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ (٧٦) فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَٰذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ (٧٧) "

< أَفَلَ > بمعنى غاب
و تقال هذه الكلمة للأفلاك
أمثلة من القصة على كلمة أَفَلَ :
- أَفَلَتِ الشمس و السيارة لم تصل .
- بعد أُفول الشمس .
- أَفَلَتْ أيامه ، و آفِلَةٌ هي أيامنا .

أما < أَفِلٌ > بمعنى نشيط
رجل أَفِلٌ أي رجل نشيط

قال الراوي:

و في أيام العزاء وصل الابن الأكبر للهالك، و كان مسافرا إلى تيهرت
احتضن أمه و هو يبكي بكاء مرًا
ثم قال لها: رحم الله أبي .. سأخبرك يا أمي بسر استودعني إياه
تابعونا في الحلقة القادمة لتعرفوا السر !

البلجاء بنت عبدالله بن عامر العيسرية 
١٣/رجب/١٤٣٤هـ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق