الاثنين، 10 يونيو 2013

مذكرات مسافر - الحلقة الثامنة

مذكرات مسافر - قصة خيالية شائقة ستعلمك معاني كلمات القرآن

الحلقة الثامنة


وصلت أم حمود إلى المزرعة،تقلبت عينها في أرجاء المزرعة سريعًا، تنظر ذات اليمين وذات الشمال، أخذت تدور فيها باحثة عن فلذة كبدها،تارة تجدها تفتش عنه بين أوراق القت، أو قد تجدها تدور تحت النخيل، وتجدها أيضًا تبحث عنه بين السواقي، وبعد جهد مضنٍ، لاح لها طيف ابنها، سعت إليه بسرعة حتى وصلت إليه، "يا إلهي! ما الذي حدث!" نعم.. فقد غصّها ما رأته في ابنها!!
وجدته جاثمًا على الأرض،وملامح التعب منطبعة على وجهه، "حمود.. قم يا ولدي، قم"
إلا أن حمودًا لم يتحرك أبدًا!
جثمت الأم وأخذت تحاول إيقاظه مرة أخرى..
"حمود.. استيقظ يا بني.. أنا أمك"
"حمود.. أجبني"
أخذت الأم تهز ابنها برفق وحنية، "قم يا بني"
"حمود .. يا حمود"
ثم أخذت تربت عليه "قم يا حمود.. قم"
إلا أن حمودًا لا زال مكانه ولم يتحرك!
جزعت الأم لما حدث!
خافت على فلذة كبدها، خشيت أن يكون قد لحق بأبيه؛ فهي لم تتجرع بعد مرارة فقد زوجها أبي حمود، وهي غير مستعدة الآن لصدمة جديدة؛ خاصة أن ابنها قد عاد من يومين من تاهرت! ،  "رحماك يا رب العباد، أعني يا رب، اللهم احفظ لي ابني، اللهم اربط على قلبي، اللهم رده إلي ردًا جميلًا يا رب العالمين.."
ظلت أم حمود تدعو الله، كان ذلك في دقائق، إلا أن ما حملته تلك الدقائق من قلق لم يكن بالقليل..
وما هي إلا لحظات حتى بدأ حمود يتحرك!
ثم فتح عينيه بعد ذلك ونظر إلى أمه..
فرحت الأم برؤية ابنها يتحسن كفرح الضامئ في ضحضاح الماء الكدر!
"ولدي.. حبيبي.. أنت بخير!
الحمد لله.. الحمد لله"
هبت الأم من مكانها وأحضرت لابنها كوب ماء، بعد أن شرب حمود الماء وارتاح قليلًا، 

قال الراوي: كلمة اليوم هي من الفعل جَثَمَ من الآية الكريمة: "فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ"
جاثمين تعني لاصقين بالأرض.
ولعلكم لاحظتم هذه الكلمة في هذه المواضع:
•وجدته جاثِمًا.
•جثمت الأم.

بدأت أمه تحدثه: "ماذا دهاك يا ولدي.. أقلقتني عليك.. أشعر بأنك تخبئ الكثير، قل ما عندك"
اعتدل حمود في جلسته وقال.. "في الحقيقة يا أمي.. 


ماذا قال حمود لأمه؟؟

تابعوا ذلك معنا في الحلقة القادمة بإذن الله
البلجاء بنت عبدالله بن عامر العيسرية
٢٥ / رجب / ١٤٣٤هـ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق