مذكرات مسافر - قصة خيالية شائقة ستعلمك معاني كلمات القرآن
الحلقة الرابعة
فتحت الورقة،بل يمكننا أن نقول وُريقة،تحركت أم حمود فيها سريعًا،و أعين الحاضرين تنظر إلى تعابير وجهها المتقلبة تارة،و إلى نظراتها تارة أخرى،"أم حمود..ماذا كُتب عليها؟؟"
"أمهلوني لحظات حتى أستوعب و أخبركم بعدها"
مرت لحيظات بطيئة جدًا!
كانت أم حمود فيها تحاول أن تربط ما كُتبِ في تلك الوريقة وما بين الأحداث التي مرت، إلا أنها عَيِيَت بأن تربط بينها!
"هاه.. أم حمود.. أجيبينا عن سؤالنا!"
صمتت أم حمود لبرهة ثم قالت:"كُتب عليها: (حمود،هذا للغرض الذي وصيتك عليه) "
" نادوا حمودًا، هيا بسرعة"
ذهب إليه ابن عمه حتى يناديه " حمود.. يا حمود.. أين أنت يا حمود؟"
"خير إن شاء الله.. ماذا هناك؟؟ ماذا تريد يا ابن عمي؟"
سحبه ابن عمه من يده و أخذه للداخل،"لحظة واحده.. ما الذي حصل؟؟
ماذا تريد يا ابن عمي؟!"
و ابن عمه يفكر في الغرض الذي وصى عمُه به حمودًا،"ابراهيم.. قلت لك إلى أين ستأخذني؟؟ و لماذا تسحبني هكذا و كأنني فعلت اثمًا عظيمًا؟ "
"لقد أَعْيَيْتنا يا حمود! نعم لقد أعييتنا!"
"مهلًا يا ابراهيم مهلًا .. هلا وضحت لي ما تقصد بقولك (أعييتنا) ؟"
" ادخل الآن و ستفهم قصدي بكل تفاصيله!"
دخل حمود و قلبه وجل لا يعرف ما الذي ينتظره! ؛ فقد أخافه ابن عمه بتلك الكلمات التي قالها له.
دخل حمود ووجد بأن معظم أهل أبيه هناك!
"خير إن شاء الله!
ما الذي يحدث هنا؟؟
و لم كل الأهل هنا؟؟
و الكل صامت لا ينطق ببنت شفه!
رحماك يا إلهي
الله خير حافظًا و هو أرحم الراحمين"
قطع أبو إبراهيم الصمت بحمحمته و قال: "أم حمود، ناولي حمودًا الورقة إذا سمحتِ"
قال الراوي: سأحدثكم الآن عن معنى كلمة عيي و نكمل قصتنا بعدها بإذن الله:
ذكرت هذه الكلمة في الآية: "أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقَادِرٍ عَلَىٰ أَن يُحْيِيَ الْمَوْتَىٰ بَلَىٰ إِنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ"
عَيِيَ بمعنى عَجِزَ، وقد ذكرت هذه الكلمة في موضعين في القصة هما:
• إلا أنها عَيِيَت بأن تربط بينها!
• لقد أَعْيَيْتنا يا حمود! نعم لقد أعييتنا!
أخذ حمود الورقة و أخذ يقرؤها، وما هي إلا لحظات حتى أخذ حمود يضحك ويضحك و يضحك!
و في مجلس العزاء تتابعت ضحكات الحاضرين بسبب ضحكه
ترى ما الذي جعل حمودا يضحك وسط الدموع؟
تابعوا ذلك معنا في الحلقة القادمة بإذن الله
البلجاء بنت عبدالله بن عامر العيسرية
١٦ / رجب / ١٤٣٤ هـ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق