الخميس، 10 سبتمبر 2015

يقينَ زكريا وثقته بكَ يا رب💕


يقينَ زكريا وثقته بك يا رب، عندما ناجاك وقال لك أنه من المستحيل -كما يبدو لنا- أن يكون أبًا
عندما أخبرك بأسباب ذلك، عندما قال لكَ أنه شيخ كبير وأن امرأته عاقر، عندما تفاجأ من استجابة دعائه واندهش!
عندما سألك يا رب، كيف يحصل ذلك وأنا شيخ كبير وامرأتي عاقر!
عندما كان يقينه بك أكبر من يقينه باستحالة أن يكون له غلام..

يقينَ زكريا وثقته بك يا رب، عندما لم يطلب أي غلام!
بل طلب غلاما تقيا وليا يله في مهمته ويكون نبيًا من بعده.
يقينَ زكريا وثقته بك يا رب، عندما حدد الصفات التي يريدها في ابنه المستحيل!


يقينَ زكريا وثقته بك يا رب 💕

الأمة الفقيرة إليك

البلجاء بنت عبدالله العيسرية
٢٥/ ذي القعدة/ ١٤٣٦
٩/ ٩/ ٢٠١٥

الأحد، 10 أغسطس 2014

فلسطين ونحنُ

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمٰن الرحيم 
"سُبْحَٰن الَّذِي أَسْرَىٰ بِعبْدِهِ لَيْلًا مِنَ المَسْجِدِ الحَرَامِ إِلَى المَسْجِدِ الأَقْصَا الَّذِي بَارَكْنَّا حَوْلَهُ لِنُرِيَّهُ مِنْ ءايَاتِنَا إِنََّهِ هُوَ السَمِيْعُ البَصِيْرُ " [1الإسراء] صدق الله العظيم.

كانت حكاياتُنا الجميلةُ تحت ظلّ الياسمين تحكي الشّغف! 
كانت وأحلامٌ عظيمةُ تروي حكايا الزيزفون ! 
كُنّا، وكان الأقصى لنا قبلة! وبطهر الإسلام أقصانا يشابهه حديثُ الحرفِ كالعسجدِ ! 
هناك مسجدنا، وأقصانا، وأحلامٌ كما الأشياء نعرفها تخالط طهر مصحفنا! 
وفي اكليلِ حبٍ كان سيّدنا يُصلي !
إمامًا للأنبياء أُسريّ في ليلة ..
يا حبيبي يا رسولَ الله كنتَ هُناك ! 
أتدري يا حبيبي.. أننا لم نرهُ مثلك !
لم نصلِّ فيه ولم نَسجد !

فلسطين ! 
حَرفي المضوّعٌ بالحبِّ يحويها ! 
و على أوراق أحلامي
قد دُوّنت : فلسطيني ..
فلسطيني ! 
ودمع يعانق مقلتي ويفيض مني الوجد ..
فلسطين يا شوقي الكبير، يا منبع الأفضال والبيت الكريم ..
مالي أراكِ ذويتِ اليوم بعد كرامةٍ !
وبريقُ ذاكَ المجد مُلطخٌ بذل العَرب!
تصبحين حمرَاء بِأرضٍ دموية تحكي نضالاً ورباطة جأش من أمَد!
هلّا حكيتِ رواية الأبطال؟ 
وبأنهُم ماتوا وأُحيوا للأبد !


فلسـْطين !
حبكِ وحده يوقظ الفجر من غفوته! 
حبكِ وحده يقذف نور الصباح من ثنايا الليل! 
حبكِ وحده يخرج زهور الحياة من بنادقِ العَدم !
يَا عروسَ عروبتنا أيَا طهرًا حَاول الأوغادُ سلبه!
وما كان للطهر يوما أن يكون لأبناء صهيّون ..
كان نقيّا صفيّا وقد عكّر الأنجاس أرضه، وهتكوا بمُجنهم حرمتها المصون .. 
فلسطين صبرًا فمنكِ ورثنا التّجلّد! 
فلسطين صبرًا إن تخاذل عهدنا.. وصار عُرسك يومًا مؤجلاً  وحريّةً مشبوهة !
وبُدّل ياسمينكِ الأبيض بشتلاتِ دحنونٍ حُمرٍ وسود
وتخلّف عن الزّفة عريسك ولسانه يردد أغانٍ ويغرد 
بوعودٍ كاذبة أنْ غدًا عهدنا ويدُق طبوله ... !
فلسطين صبرًا إن تقادم عهدنا ولم تعودي بيننا تلك المبجّلة!

فلسطين !
كل حرف يروي قصة تعددت رواياتها ..
فلسطينيون بدمائهم ينحتون على جبهة التاريخ
فخراً وشهادة بـ مقاومةٍ وعزيمةٍ وإصرار!


فلسطين..
وكل ما أصابها علمه من كان على صراط مستقيم!
حين رأى حماتها يلهون ويلعبون حول مسجدها المقدس!
فأخذ يستنهض شبابها وشيابها!
نساءها وأطفالها!
كبارها وصغارها!
لكن.. وقع الفأس في الرأس!
انتشر الداء وتمكن من الجسد!
فأصبح العلاج شديد الصعوبة!
لكن شعب فلسطين الأبي لم يستسلم حينها..
وظل يناضل لعقود وسنينَ طويلة..

ولأن فلسطين سُلبت بإسقاط دين الله وعقيدته..
فوالله لن تقوم حتى تكون أمتنا بالله عزها..

ولو تأملنا ما حدث مع المؤمنين وليس المسلمين في سورة محمد..
لوجدنا أن التاريخ يعيد نفسه!
فحينما نزل أمر الله للمؤمنين بالقتال تخاذلوا..
وتظاهروا باقتراب نهايتهم..!

لكن الله حين ذكر كل داء أتانا بدوائه!

فكان الحل باتباع:
١- "فلو صدقوا الله لكان خيرا لهم"
٢- "فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم؟ أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم"
فمن يظلم يُظلم، ومن يقهر يُقهر، وكما تدين تدان!


وكي نصل إلى هاتين الخطوتين .. "أفلا يتدبرون القرآن.. أم على قلوب أقفالها؟"

والمقصد الحقيقي من التدبر هو أن يعظم الله في قلوبنا..
فإذا عظم في قلوبنا.. 
وامتلأت قلوبنا بحبه..
نصرناه وأقمنا رسالته على هذه البسيطة..

وضعوا أملكم بعدها في وعد الله لكم..
"يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم"


يا أمة الإسلام ..

هناكُ طفولةٌ تُقتل وأم تُحجز وهذا شابٌ يُدفن وذاك أبٌ يضُم رصاصة محتّل!

فلسطين تسلب! فلسطين تصرخ، تستنجد!
فلسطين يا أمتي! فلسطين يا عرب! 
قضيةُ الإنسانيّة ليست قضية فلسطين!
قضيةُ أمّة تلاشتْ فيها معاني العقود والعهود! 
في سبات عميق بغفلة مصطنعة هُمّشت! 

بعد أن كانتْ لنّا في الهندِ والسندِ راياتُ الفتح والتحرير مرفرفةً بـ شموخ! 
كان الدين قويا بمن سبقونّا وهَا نحن ذَا نجعله ضعيفاً بنّا ! 
أضعتِموها وضاع معها عزنّا واغتصبتُ الوردةُ النديّة واستِنفذَ عطرهَا ! 

يقاومون وأنتم في نوم تتخبطون، ويحكم !
ويأتيكم حلمُ النّصر تزفهُ الأفراح وأنتم بين غطاء الكسل والخمول ساكنون! 
لم ترَ أعينكم النور حتّى! ويح العروبة فيكم يا عرب ويل رايات الهزيمة بأيديكم !

غبار الظلم مازال يكسوكم 
والذل يغلفكم وغشاوة قاتمة تغطي قلوبكم!

ويحنا من كَم العار والعيب علينا ..
يحيط بنا من الشرق والغرب!
وما يزيدنا عاراً على عار وهماً وغماً!
أن منّا من يسند أعداء الله أعداءنا لعنة الله عليهم
بالله عليكم ما الذي أعمى بصائرهم؟
والله إن لفلسطين رجالاً أكفاء وإلا ما بقيتْ لنا باسم المقاومة الأبيّة فيها ! 

حتى نجعل كُل روحٍ تتنفس بسلام وتتسع لنا أحلامنا وحتى نُعيد ابتكار وصياغة عقولنا ونُدرك بأن الجنّة هي المُراد ونصل إليها ولحُبِ الاشياء التي لم نرزق بها بعد ،
 نحن نحتاج إلى إسلام حقيقي! حينها لن نحتاج لأن نهتم في أدق التفاصيل، هو يكفينا .
 لـ نزع المضطهد من هذه الدار لانريد منكم الا بضعة أدوار وواجبات ، اذا فعلناها على الوجه الأكمل كُنّا ممن أدى حق فلسطينيّتهُ و يكتب الله لنا أن نكون أحد أسباب نصرتها :
يجب علينا أن نعلم جيدًا من نحن ولماذا خلقنا وما الذي فرض علينا ولم يُفرَض، وأن نتعلم كل شيء يفيدنا ونطبقه في حياتنا، وأن نعلم حقًا ما هي فلسطين وكيف كانت وصارت وإلا يكون حبنا مجرد نواح على صورة حرب أو تغيير رمزياتنا في وسائل التواصل الاجتماعية ولا حتى الدعاء ببكاء وخشوغ قبل الخلود إلى النوم . وإذا تغلغل الحب في أرواحنا فسنخبر كل أحد عن قضيتنا وأمتنا وسنفهِم العالم من فلسطين ومن نحن وما يجب علينا، وسنصل الليل بالنهار لنعمل لها ولا تنام قلوبنا حتى تكون أمتنا حرة عزيزة .

لا تتصالح ولا تتوخَّ الهرب 
سبقونا للفداء بعد ما عرفوا بأن هذا الشتات يتزعزعُ بآيتين و ركعتين 
وقلب صبور لا ينفطر ولا يشكو . 
بعدما ندرك حجم المهام الملقاة علينا ، سنصنع منا دعاء عمل ، قوّة وأمل
 تحرك بالدعاء ، لا تطلب من الله شيئًا وانت لا تتحرك للشيء ذاته ، او تقول يارب انصر هذه الأمة وأنت بسبات !
نحن لا ننتصر إلا حين نرجع لله وهذا ما يربط على قلوبنا 
بأننا سَنُحييهَا و نُحييها 
حتى يُحيي الله من فَوق السماوات نصرًا
صحيح أن ما أخذ بالدم لا يُسترد إلا بالدم، لكن حربنا الآن حرب أخلاقية فكرية لا حروب سيف . علينا أن نكف عن كل ما لا يفيد ونهتم بالأساس، نهتم ببناء عقولنا بالعلم وأرواحنا بالصلة بالله والاعتزاز به، وعلينا أن نعمر الأرض حبًا وإيمانًا، وأن نحتسب الصغار شتلات نزرعها فكرًا وعقيدة لكي تزهر غدًا في فلسطين . علينا أن نكف الاهتمام بالقشور والمظاهر والترف واللهو وننصرف إلى ما يبنينا لكي نكون عمارات القدس . وهذا كله طبعًا لا ينبع إلا من القرآن ، ثم شتى العلوم . وعلينا أيضًا أن نترك بعض ما نشتهي لنقاوم رغبات أنفسنا ونعطي أموالنا للأمناء الذين يوصلونها إلى فلسطين . حتى وإن كانت زكواتنا ، ستملأهم فرحًا وعزة وسيدعون لنا .
والمُقاطعة إلحاق الضرر بالمُنتج او الدولة ويعتبر كشكل من اشكال الاعتراض ، لذا يجب علينا مقاطعة كل منتجات الأعداء مهما كانت لذيذة كـ شعوب عربية وإسلامية من اجل فلسطيننا .

آه ! فلسطين الحبيبة ..
قد سمعنا عنكِ قولًا كثيرًا ..
قولًا رفع عزَّتكِ وقدركِ ..
مكانتكِ وشرفكِ ..
أيا فلسطينَ المُعزّة ..
أوَ يعلمُ من حولكِ أنَّ الحياة لأجلكِ
والسَّعي لأجلكِ
والبذلُ لأجلكِ
والجهادُ لأجلكِ
وحبُّ الفتح والنصر لأجلكِ
يوفقُ لنصرِ الله وفتحه ؟!
إن لله عباداً صدقوه وعدهم فصَدقهم وعده بتوفيق وتسديد منه وجندٍ من عنده! 
وإن لنا فيهم لعبرة بإخلاصهم وتضحياتهم في دروب الشهادة!
وبنصر الله في أمصار المسلمين المؤمنين نصرنا .




*مجاهداتُ القلم /
نُهى الجابرية، هاجر الشكيلية، صفا الرحبية، رحيق الحضرمية، البلجاء العيسرية، أسماء الخروصية، أروى العَبرية، مُزنة الراشدية، روان الرحبية، عفراء الكندية.

الجمعة، 18 يوليو 2014

مات ثم عاد إلى الحياة!

في كل يوم..
يموت حلم.. ويلحق بغيره من الأحلام..
فيولد حلم آخر.. لكنه سرعان ما يلحق بإخوته..
أصبحت مذبذبة لتذبذب أحلامي.. 
كلهم يموتون بنفس السبب..
كلهم يموتون بنفس الداء الفتاك الذي اصطلح عليه اسم السخرية..
أصبحت كل يوم أحمل هذا الهم..
وأدعو الله دوما أن يزيح هذا الحمل الذي أنقض ظهري..

إلى أن هداني الله.. بتحويل هذه القرصة إلى فرصة؛ لكن كيف؟؟

دائما.. نحتاج إلى من يكشف لنا عن مواطن الضعف في بعض أمورنا حتى نقويها ونحولها إلى نقاط قوة..
وهناك نقاد ندفع لهم الكثير حتى نحصل على رأيهم..
بينما هؤلاء الناس يقدمون لنا انتقاداتهم.. وبالمجان :)
فالحمد لله على النقد الذي يأتينا إلى مكاننا بدلا من أن نذهب إليه..

أما بالنسبة لمن يسخر من صفة حتمية.. فإنه يسخر من خلق الله سبحانه! (تعالى الله عن ذلك)
وأنا أثق بربي.. بأنه لو خلقني بشكل غير هذا كنت سأهلك!
فهذا هو أحسن تقويم لي
فشكرا يا الله..
والله وعدني بأنه لن يضيع حقي حينما قال في كتابه: "إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ (٢٩) وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ (٣٠) وَإِذَا انقَلَبُوا إِلَىٰ أَهْلِهِمُ انقَلَبُوا فَكِهِينَ (٣١) وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا إِنَّ هَٰؤُلَاءِ لَضَالُّونَ (٣٢) وَمَا أُرْسِلُوا عَلَيْهِمْ حَافِظِينَ (٣٣) فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ (٣٤) عَلَى الْأَرَائِكِ يَنظُرُونَ (٣٥) هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ"
فأصبحت أحلم دائما بتلك اللحظة..
يوم أسخر منهم كما سخروا مني..
وأضحك عليهم كما ضحكوا علي..


#تمَهّل_فكّر_قَبلَ_أَن_تركِلَ_قَلبًا
#حَملَة_وذَكِّر

الجمعة، 25 أبريل 2014

فردة!

جلست على المرر تلتقط أنفاسها.. بعد اللعب والجنون.. والركض كالأطفال تماما..
كانت بجانبها صديقتها (خديجة) تتبادل معها أطراف الحديث..
إلى أن جاءت (عزيزة) قائلة: "خديجة.. أريدك في أمر إذا سمحت"
قامت خديجة بتكاسل ملبية طلب خديجة
كانت سليمة تشعر بأن ما سيدور بين خديجة وعزيزة سيكون عنها!
فقالت لهن مازحة: "المهم ألا تتكلمن بسوء عني"
اشتغلت عنهن للحظة.. ثم أخذت تراقبهن وهن يتحدثن..
كانت تشعر بأن هنالك شيئًا ما سيحدث.. خاصة مع نظرات خديجة المملوءة بالشفقة والمكر في الوقت ذاته!
كان الفضول يعصر سليمة لمعرفة ما يُقال!
خاصة أنها شعرت بأنهن يتحدثن عنها!

اقتربت خديجة وخلفها عزيزة من سليمة قائلة: "لا أظن بأنني سأفيدك"
انتهزت سليمة الفرصة لمعرفة ما دار بينهما وقالت: "أنا سأفيدك!"
انخفضت عزيزة نحوها وتعلوها ابتسامة ماكرة: "لا أظن بأنك تستطيعين"

وبحركة خاطفة.. خطفت عزيزة فردة حذاء سليمة!
أمسكت سليمة بفردة حذائها الثانية وركضت خلف عزيزة..
تريد نعلها
لكن المسكينة عزيزة لم تكن سريعة لتلحق بها؛ فقد رميت فردة حذائها إلى الأسفل :( وبالتحديد أمام غرفة المعلمات!
قبل أن تذهب سليمة للأسفل لأخذ حذائها.. أرادت أن تنتقم من سليمة.. فأخذت تضربها بحذائها..
لكن عزيزة داهمتها مرة أخرى.. ولحقت الفردة الثانية بأختها الأولى :( وكان مصيرها كأختها.. بل أنها قُذفت إلى مسافة أبعد :"(

ركضت سليمة للأسفل.. وأخذت فردة حذائها الموجودة أمام غرفة المعلمات.. 
بعدها.. همت بالبحث عن الفردة الثانية..
قلبت بصرها هنا وهناك.. لكن.. لا فائدة!
لا أثر لفردة حذائها الثانية!
أخذت سليمة تصرخ بأعلى صوتها بنبرة غاضبة: عزيزة.. عزيزة.. أين رميتِ فردة حذائي الثانية؟!!
وعزيزة تسكتها وتقول: اسكتي.. ستسمعك المعلمات.. وستضيع السمعة!
لكن سليمة مصرة على أن تناديها باسمها أمام غرفة المعلمات كنوع من العناد والانتقام

علمت بعدها بأن الصراخ لن يحرك ساكنًا.. فأخذت تبحث مرة أخرى..
فرأت مجموعة من طالبات صفها يجلسن بكل براءة ووداعه..
إلا أنها شكت في أمرهن بعد ذلك؛ بسبب ابتساماتهن الماكرة
انطلقت سليمة وهي مجهدة نحوهن.. تطالبهن بفردة حذائها..
تسألهن عنها وهن ينكرن بصمتهن الغريب!

فجأة..


قفزت فتاة منهن.. ومعها فردة الحذاء الثانية!
وركضت مسرعة إلى وسط الساحة!
ركضت سليمة خلفها..
وهي متعبة..
قامت تلك الفتاة تراوغها..
وسليمة المسكينة لا خبرة لديها في المراوغة أو الجري :(
كان منظرها مضحكا
لكنه مثير للشفقة أكثر من كونه مضحك!

أخذت الفتيات يتقاذفن الحذاء.. وسليمة المسكينة لا تدري ماذا تفعل..
إلى أن قررت أن تصعد إلى الصف..
بعدها.. أشفقت عليها الفتيات وأعدن إليها حذاءها قبل أن تصعد إلى الصف..

ذهبت سليمة غاضبة إلى الصف..
الطالبات يحدثنها.. لكنها تفضل الصمت حتى لا تنفجر في وجه أحد!

رتبت حقيبتها ولبست عباءتها وخرجت من الصف.. ولم تسلم حتى!
على غير عادتها..!
خرجت.. وهي تحاول أن تمسك دموعها.. لكن دموعها أبت إلا أن تطل على الأقل على العالم الخارجي..

في الحافلة.. استغل الشيطان غضبها.. فأخذ يوسوس لها بالانتقام..

في المنزل.. أخذت سليمة تتأمل فردة حذائها وتحدث نفسها: 
-لماذا وقع ما وقع علي أنا بالذات؟
لماذا ليس فلانة أو علانة!
# ربما لأن حذاءك مفتوح ويسهل على عزيزة وخديجة نزعه..
- لكن هذا ليس هو السبب المقنع.. لابد أن هنالك سببًا آخر..
# امممم .. ربما لأنك قريبة منهن!
- وهذا الآخر غير مقنع.. فهنالك كانت الكثير من طالبات الصف صاحبات الأحذية المفتوحة؛ بحكم أن الحصة كانت فارغة وكانت الأخيرة
# ربما لأنك أقرب روحيا من الأخريات.. ولا يجرؤن على فعل ذلك مع الأخريات!
- هه.. إلا عزيزة وخديجة.. فهن يفعلن أي شيء في أي شخص مهما كان! 

فإذا بها تسمع صوتا يقطع حبل الصمت ذاك..!
أنا سأجاوب على سؤالك
أخذت سليمة تبحث عن المتحدث يمنة ويسرة..
إلى أن اكتشفت بأن فردة حذائها هي من يحدثها!
ساد الصمت المكان للحظات..
فسليمة لم تستوعب الأمر!
والفردة الحكيمة تريد منها أن تستوعب ما ستقوله لها..
"ت ت تف فضلي.. تفضلي" قالت سليمة

حسنا يا صاحبتي..
في الحقيقة.. أنا جند من جنود الله
أرسلني الله لأعلمك من أنت!
أنت عزيزة إن كنتِ ترتدينني..
وذليلة إذا سُلبت منك!
مع أن قيمتي أقل من ٤ ريالات!
كنت تمشين عزيزة بين زميلاتك حينما كنتِ ترتدينني.. وتطربك كلمات إطرائهم علي.. مع أنه أنا من عليه أن يفخر ويطرب بكلمات المديح.. لا أنت!
لكن.. ما أنا إلا قطعة جلد وصمغ!
وجمالي كان قدرا ليس إلا..
فكيف بك أنت يا (طين) !
كنتِ عدما.. ثم صرتِ طينا..
ومن بعد الطين نطفة!
والطين أطهر من النطفة..
إلى أن أنشأك الله خلقا آخر.. فتبارك الله أحسن الخالقين..
أرسلني ربي لأذكرك بأصلك ومنتهاك..
أرسلني ربي.. لأعلمك بأنه لا حول لك ولا قوة.. إلا به..
أرسلني.. لأعلمك.. بأنه أعزك بشيء واحد فقط.. إنه الإسلام.. وإن ابتغيتِ العزة في غيره، أذلك الله!
التقوى والعلم.. جناحنان يحلقان بك في سماء العزة..
ومع ذلك.. يجب عليك حين تصلين إلى تلك المرحلة وضع هذه الحقيقة في بالك دائما..
خاصة حينما يثني الناس عليك..
فقط رددي حينها ما ردده الأنبياء عليهم الصلاة والسلام..
"هذا من فضل ربي ليبلوني أأشكر أم أكفر"
"رب قد آتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الأحاديث فاطر السماوات والأرض أنت وليي في الدنيا والآخرة توفني مسلما وألحقني بالصالحين"
"رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحا ترضاه وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين"

هنا.. انتهت مهمتي..
أتمنى أن أكون قد أديتها على خير وجه
ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم


البلجاء بنت عبدالله العيسرية
٢٥/ جمادى الآخرة/ ١٤٣٥ هـ
٢٥/ ٤/ ٢٠١٤م

السبت، 1 مارس 2014

التدريب على المحشر!

في حصة الرياضيات.. كانت الأستاذة منهمكة في الشرح، وكنا نحن كذلك..
تررن..ترررن..تررن
صاحت الفتيات بعد صياح الجرس:أستاذة..إخلاء إخلاء..
في البداية لم تصدق الأستاذة الأمر؛فطلبت مني أن أذهب للتأكد من الإدارة، واستمرت في شرحها.
خرجت وخرجت من بعدي طالبات بعد رؤيتهن الجميع يخرج من فصله ويتجه إلى المخرج.
كنت من الواصلين في البداية إلى نقطة التجمع، فأخذت أتأمل مشهد قدوم تلك الحشود إلى نقطة التجمع..
كنت أعلم بأن هذا تدريب على الإخلاء في حالة الطوارئ كما يسمونه، لكنني رأيته تدريبا على الحشر!
فقد رأينا معظم مشاهد الحشر ونفذناها في دقائق معدودة!
المشهد الأول:"بداية النهاية"
فبينما نحن والأستاذة منهمكين في الدرس، لم نتوقع أن يقطع علينا درسنا شيء كهذا، وعندما حصل لم نصدق في البداية ولم نكن مستعدين للأمر، بالرغم من تأكيد باقي الطالبات عليه!
وهذا هو حال الغافل والعياذ بالله؛ لا يكون مستعدا للموت، ولو أتى والناس يحذرونه لا يصدقهم، ويكمل استمتاعه بملذات الدنيا؛ ويكون حاله كما يقول المثل: "الجمل يموت وعينه ف الراكة!"

المشهد الثاني: "الحدث الأعظم"
فجرس الإنذار لا يرن إلا لشيء عظيم قد حدث؛ وهذا هو حال الصور يوم القيامة؛ لا ينفخ إلا بزلزلة الأرض، وسقوط الكواكب من السماء، واشتعال البحار، وحينما تكون السماء غير السماء والأرض غير الأرض!
"إذا رجت الأرض رجا@ وبست الجبال بسا@ فكانت هباء منبثا"
"ونفخ في الصور فإذا هي صيحة واحدة!"

المشهد الثالث: "ذلك حشر علينا يسير"
يخرج الناس خائفين من قبورهم.. مذعورين.. لا يعلمون مصيرهم.
"يوم تشقق الأرض عنهم سراعا@ ذلك حشر علينا يسير"

بعد كل تلك الأهوال والأحداث العظيمة.. كل يذهب إلى مكانه الذي حُدد له

بعد أن عدت إلى الصف.. وجدت بعض الطالبات هناك، ووجدت الأستاذة قد شرحت لهم جزئية معينة من الدرس..
فقالت الأستاذة: "خلوا الإخلاء ينفعكم"

فقلت في داخلي: علمني الإخلاء ما يعجز أي بشر عن تعليمي إياه

فشكرا لك يا رب على هذا الدرس العظيم..

البلجاء بنت عبدالله العيسرية
من الحافلة :)
٢٧/ربيع الثاني/١٤٣٥هـ
٢٧ / ٢ / ٢٠١٤م


الاثنين، 10 يونيو 2013

مذكرات مسافر - الحلقة الحادية عشر

مذكرات مسافر - قصة خيالية ستعلمك معاني كلمات القرآن

الحلقة الحادية عشر

قمت من فراشي بعد أن رأيت ذلك الحلم، شعرت بأن الحمى قد اشتدت علي، نعم.. فما رأيته لم يكن هينًا!
كان قلبي وجلًا.. لم يكن لي سبيل سوى ذكر الله الذي تطمئن به القلوب، وتدثرت بفراشي كردة فعل مني، بدأ الوجَل يودع لبي، وبدأت أهدأ وأفكر فيما رأيت، لن أطيل عليكم أكثر من هذا، فقد رأيت أمي غاليتي مسجاة على فراش الموت، نعم.. رأيتها ميتة!
وفقد الأم ليس بالأمر الهين! 
حاولت أن أنام؛ فقد بلغ التعب مني مبلغًا، إلا أنني لم أستطع بعد ما رأيت ما رأيت.
أخذت أصارع تلك الحمى حتى أقوم وأستغل وقتي في التهجد ومناجاة الله سبحانه، أخذت أدعو الله أن يبارك في عمر أهلي خاصة وعمر أمي خاصة، دعوت الله أن تكون هذه بشارة خير، وأن يكون خيرًا لنا من حيث لا نحتسب، قد تستغربون من كلامي هذا؛ كيف يكون خيرًا في رؤية أمي ميتة!
بعد أن انبلج الفجر شعرت بأنني قادر على الذهاب للمسجد لصلاة الجماعة، ذهبت للصلاة وصليت جماعة في المسجد، بعد أن ختمنا حلقة التلاوة بالدعاء ذهبت إلى إمام المسجد؛ فأنا لا أعرف أحدًا من تلك المنطقة، لم أكن أعرف العالم من الجاهل، لم يكن أمامي سوى أن أسأل إمام المسجد الذي كانت ملامحه تبشر بالخير، تقدمت إليه رويدًا رويدًا وبخطى وجلة.

قال الراوي: "وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَىٰ رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ" صدق الله العظيم، أسأل الله أن يجعلنا من الوجلة قلوبهم خشية منه، الفعل وَجِلَ يعني خاف وفزع، ولعلكم لاحظتم تضمين هذا الفعل وتصريفاته في المواضع التالية:
• كان قلبي وَجِلًا.
• بدأ الوَجَلُ يودع لبي.
• تقدمت إليه رويدًا رويدًا وبخطى وَجِلَة.

كنت أوشك على الوصول إليه، إلا أن أمرًا ما منعني من ذلك!


ترى ما الذي منع حمودًا من الذهاب لإمام المسجد وسؤاله عما رآه في منامه؟؟

تابعوا ذلك معنا في الحلقة القادمة بإذن الله.

البلجاء بنت عبدالله بن عامر العيسرية
١ / شوال / ١٤٣٤ هـ

مذكرات مسافر - الحلقة العاشرة

مذكرات مسافر - قصة خيالية شائقة ستعلمك معاني كلمات القرآن

الحلقة العاشرة


"لماذا أخي بالله عليك؟؟
لماذا أطلب أي طلب سوى هذا الطلب؟؟
أخبرني.."
"اممم.. لا أدري كيف أشرح لك!
لا يهم أن تعلم ذلك الآن"
"حسنًا.. إذا أحضر لي الطبيب"
"أرجوك يا صديقي.. لا تكدي علي بطلبك هذا"
"حسنًا.. ما الحل الآن إذًا؟؟
أريد دواء لدائي"
"لا دواء ككتاب نُزّل منه ما هو شفاء ورحمة للمؤنين"
"لا أقول بأنك أخطأت، بل عين الصواب ما قلت، لكن على الإنسان أيأخذ بالأسباب أيضًا، لابد له من أن يقابل من لهم باعٌ في هذا المجال ويأخذ منهم دواء لدائهم"
"لكن الله هو الشافي وهو المعافي، هل غفلت عن قوله عز وجل في كتابه على لسان سيدنا إبراهيم: وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ"
"لا أقدر الآن على مناقشتك، فأنا متعب جدًا، لكن أرجوك أكمل معروفك ولا تُكدي علي باستدعاء طبيب ليعالجني"
"سأطلب من أحد آخر أن يقوم بذلك، فأنا لا أجرؤ على القيام بذلك!"
"لا بأس، أريد طبيبًا بأية طريقة كانت، وسنتناقش في وقت لاحق حول هذا الأمر"
في أثناء حديثنا هذا كنت أتذكر أمي، كنت أتخيل لو أنني في البيت الآن لما احتجت إلى طبيب، أمي ستمرضني وتعتني بي إلى أن أعود كما كنت، أمي لا أحد يعتني بي ويحبني ويريد مصلحتي مثل أمي، أمي.. لا يمكن أن أجد من يمرضني ويخلص في تمريضه مثل أمي.. أين أنت يا أمي؟؟ أين أنت يا أمي.. أمي لا تُكدي علي بشيء أبدًا..

قال الراوي: اليوم لدينا كلمة جديدة من قوله تعالى: "وَأَعْطَىٰ قَلِيلًا وَأَكْدَىٰ"
كلمة أكدى تعني قل عطاؤه، وقد ضمنت في القصة في موضعين:
~ أكمل معروفك ولا تُكدي علي.
~ أمي لا تُكدي علي أبدًا.
ولعلكم لاحظتم الكلمة ذاتها في الموضع "لا تُكدي علي بطلبك هذا"
لكنها تعني هنا "لا تلح علي"
ويمكنكم التفريق بينهما حسب السياق 😊.

في تلك الأثناء نمت ورأيت في منامي شيئًا أخافني وأقلقني!
حتى أنني قمت من فراشي وشعرت بأن الحمى اشتدت علي، فما رأيته ليس بالشيء الهين!


ترى ماذا رأى حمود في منامه؟؟

تابعوا ذلك معنا في الحلقة القادمة بإذن الله

البلجاء بنت عبدالله بن عامر العيسرية
٣٠ / رجب / ١٤٣٤ هـ