السبت، 1 مارس 2014

التدريب على المحشر!

في حصة الرياضيات.. كانت الأستاذة منهمكة في الشرح، وكنا نحن كذلك..
تررن..ترررن..تررن
صاحت الفتيات بعد صياح الجرس:أستاذة..إخلاء إخلاء..
في البداية لم تصدق الأستاذة الأمر؛فطلبت مني أن أذهب للتأكد من الإدارة، واستمرت في شرحها.
خرجت وخرجت من بعدي طالبات بعد رؤيتهن الجميع يخرج من فصله ويتجه إلى المخرج.
كنت من الواصلين في البداية إلى نقطة التجمع، فأخذت أتأمل مشهد قدوم تلك الحشود إلى نقطة التجمع..
كنت أعلم بأن هذا تدريب على الإخلاء في حالة الطوارئ كما يسمونه، لكنني رأيته تدريبا على الحشر!
فقد رأينا معظم مشاهد الحشر ونفذناها في دقائق معدودة!
المشهد الأول:"بداية النهاية"
فبينما نحن والأستاذة منهمكين في الدرس، لم نتوقع أن يقطع علينا درسنا شيء كهذا، وعندما حصل لم نصدق في البداية ولم نكن مستعدين للأمر، بالرغم من تأكيد باقي الطالبات عليه!
وهذا هو حال الغافل والعياذ بالله؛ لا يكون مستعدا للموت، ولو أتى والناس يحذرونه لا يصدقهم، ويكمل استمتاعه بملذات الدنيا؛ ويكون حاله كما يقول المثل: "الجمل يموت وعينه ف الراكة!"

المشهد الثاني: "الحدث الأعظم"
فجرس الإنذار لا يرن إلا لشيء عظيم قد حدث؛ وهذا هو حال الصور يوم القيامة؛ لا ينفخ إلا بزلزلة الأرض، وسقوط الكواكب من السماء، واشتعال البحار، وحينما تكون السماء غير السماء والأرض غير الأرض!
"إذا رجت الأرض رجا@ وبست الجبال بسا@ فكانت هباء منبثا"
"ونفخ في الصور فإذا هي صيحة واحدة!"

المشهد الثالث: "ذلك حشر علينا يسير"
يخرج الناس خائفين من قبورهم.. مذعورين.. لا يعلمون مصيرهم.
"يوم تشقق الأرض عنهم سراعا@ ذلك حشر علينا يسير"

بعد كل تلك الأهوال والأحداث العظيمة.. كل يذهب إلى مكانه الذي حُدد له

بعد أن عدت إلى الصف.. وجدت بعض الطالبات هناك، ووجدت الأستاذة قد شرحت لهم جزئية معينة من الدرس..
فقالت الأستاذة: "خلوا الإخلاء ينفعكم"

فقلت في داخلي: علمني الإخلاء ما يعجز أي بشر عن تعليمي إياه

فشكرا لك يا رب على هذا الدرس العظيم..

البلجاء بنت عبدالله العيسرية
من الحافلة :)
٢٧/ربيع الثاني/١٤٣٥هـ
٢٧ / ٢ / ٢٠١٤م


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق