مذكرات مسافر - قصة خيالية ستعلمك معاني كلمات القرآن
الحلقة التاسعة
بدأت أمه تحدثه: "ماذا دهاك يا ولدي.. أقلقتني عليك.. أشعر بأنك تخبئ الكثير، قل ما عندك"
اعتدل حمود في جلسته وقال.. "في الحقيقة يا أمي..
لا يخفى عليك بأنني ذهبت إلى تاهرت لطلب العلم ولأضرب في الأرض أبتغي من فضل الله، كنت غريبًا في تلك الديار، لا أهل، لا مال، ولا أصدقاء، كنت كالطغرائي في الزوراء حين قال في لاميته:
فيمَ الإقامة بالزوراء لا سكني
بها ولا ناقتي فيها ولا جملي
ناءٍ عن الأهل صفر الكف منفرد
كالسيف عري متناه من الخلل
فلا صديق إليه مشتكى حزني
ولا أنيس إليه منتهى جذلي
كنت أحتاج لصديق يؤنسني وينسيني غربتي المرة، كنت أحتاج لأخ لي لم تلده أمي، كنت أطمح لأن يكون لي أخ على حب الله ألقاه وعلى حبه نفترق، كنت أسعى لأن أكون أنا وأخي من السبعة الذين يظلهم الله بظله يوم لا ظل إلا ظله، وبالفعل .. وجدت صديقًا كان فوق ما حلمت به، كان مؤمنًا، صادقًا، قائمًا، قانتًا وحكيمًا، تعلقت به أيما تعلق، فقد كنت كالأرض اليباب التي تتنظر المطر وتعشقه،حدث في يوم من الأيام، أن أصابتني حمى شديدة، لم أستطع على إثرها الذهاب إلى المسجد، ولم أستطع أن أمرّض نفسي من شدة الحمى، لم أكن أعرف أحدًا بعد، إلى أن قَيّض الله لي أخي وفقدني في صلوات الجماعة، وأخذ يسأل الجيران عني - جزاه الله خيرًا - فجاء وعادني
قال الراوي:
كلمة اليوم هي "قَيَّضَ" بمعني هيّأ
ذكرت في عدة آيات، منها: "وَقَيَّضْنَا لَهُمْ قُرَنَاءَ فَزَيَّنُوا لَهُم مَّا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِم مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ إِنَّهُمْ كَانُوا خَاسِرِينَ"
لعلكم لاحظتم الكلمة في القصة في هذه المواضع:
# إلى أن قيض الله لي أخي.
# طلبت منه أن يقيض لي طبيبًا.
فرحت لزيارته واطمأنت روحي إليه، فطلبت منه أن يُقَيّض لي طبيبًا يداويني، قال لي: "أعتذر يا حمود، اطلب أي شيء سوى هذا الطلب"
لماذا رفض صديق حمود أي يقيض لحمود طبيبًا؟!!
تابعوا ذلك معنا في الحلقة القادمة بإذن الله
البلجاء بنت عبدالله بن عامر العيسرية
٢٧ / رجب / ١٤٣٤ هـ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق